ودراسة النص -بطبيعتها- لا تتطلب أكثر من التأكد من أن اللفظ نص في معناه، وليس هو من نوع الظاهر.
وذلك لأن هذا النوع من التأكد ينتهي - عادة - إلى القطع بإدراة المعنى، الذي دل عليه اللفظ، والقطع حجة بالبداهة -كما تقدم.
مثاله:
1- من القرآن: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هو الفاسقون".
ففي هذا الآية الكريمة، يستفاد من كلمة "أبداً"، حرمة قبول شهادة الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء، حرمة مؤبدة، وذلك لإنحصار كلمة "أبداً" في الدلالة على التأبيد والاستمرار، لأنها نص في معنى التأبيد.
2- من الحديث: "المحرم إذا تزوج وهو يعلم إنه حرام عليه، لم تحلّ له أبداً".
ففي هذا الرواية الشريفة أيضاً ينتهي إلى إستمرار عدم حلية المرأة على المحرم، الذي تزوجها في حالة إحرامه، وهو يعلم أن الزواج حالة الإحرام حرام عليه، وذلك لأن كلمة "أبداً" نص في الإستمرار والتأبيد - كما تقدم.