تعريفها:
السنة: هي قول المعصوم وفعله وتقريره.
شرح التعريف:
لأجل أن نفهم محتوى هذا التعريف كاملاً، لابد من توضيح المفاهيم التي اشتمل عليها، وهي:
1- المعصوم: وهو كل من ثبتت له العصمة بالبرهان.
والمقصود من المعصوم -هنا- النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الإثنا عشر من أهل بيته -عليهم السلام-، حيث قام البرهان على عصمتهم -كما تأتي الإشارة إليه-
2- قول المعصوم: هو كلّ ما يتكلم به المعصوم، مما يتصل بالتشريع وبيان الأحكام.
3- فعل المعصوم: وهو كل ما يقوم به المعصوم من سلوك عملي.
4- تقرير المعصوم: وهو كل ما يثبت إقرار المعصوم المسلمين عليه، من أعمال يقومون بها أمامه وبمرأى منه.
والخلاصة:
السنة: هي كل ما يقوله المعصوم أو يفعله أو يقره، مما يتصل بالتشريع وبيان الأحكام.
حجيتها:
يجمع المسلمون كافة على أن السنة الصادرة عن النبي صلى الله عليه وآله، قولاً وفعلاً وتقريراً، حجة علىكل مسلم ومسلمة، لأنها عدل القرآن في التشريع، لقيامها بتفسير أحكامه وبيان تفصيلاتها وتفريعاتها، ولولاها لما عرفت أحكام القرآن، لأنه تضمّن أسس التشريع وأصوله، دون تفصيلاته وتفريعاته.
أمّا حجية السنة الصادرة عن الأئمة من أهل البيت "عليهم السلام"، قولاً وفعلاً وتقريراً، فترجع إلى ثبوت إمامتهم وعصمتهم، وقيامهم مقام النبي صلى الله عليه وآله من بعده بوظيفة تبليغ الأحكام الواقعية، وقد تكفلت باستعراض الأدلّة الوافية على إمامتهم وعصمتهم وإسناد مهمة تبليغ الأحكام الواقعية بعد النبي صلى الله عليه وآله إليهم، كتب ومدوّنات الإمامة وعلم الكلام فلتراجع هناك.
كيفية استنباط الحكم من الكتاب والسنة
يشترك كل من القرآن والحديث في نوعية دراستهما، لاستفادة أحكام التشريع الإسلامي منهما، وذلك لأن كليهما نصوص لفظية ولا يختلفان إلا في مصدرهما، حيث إن القرآن من الله تعالى، والحديث عن المعصومين "عليهم السلام".
ودراسة النصوص اللفظية تنوع في علوم التشريع الإسلامي إلى نوعين، هما: دراسة السند، ودراسة المتن:
1- دراسة السند: وتدور حول معرفة صحة أو خطأ نسبة النص إلى قائله.
2- دراسة المتن: وتدور حول معرفة مدلول النص (مضمون النص).