ثمار العفة
ثمار العفة لا تقدر بثمن ، من ثمراتها أن صاحب العفة يشعر بالفلاح ، ويسمع ثناء الله عليه ، فالناس عادة يفرحون بثناء البشر والمخلوقين ، ويعتزون بهذا الثناء ، فالطالب أحياناً يفرح بثناء معلمه عليه ، والطالبة تفرح بثناء معلمتها ، وحينما يكون الثناء والتزكية ممن لهم شهرة بين الناس تعلو قيمة الثناء ، فكيف إذا كان هذا الثناء من خالق البشر رب العالمين ؟ وفي الحديث عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنْ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ )) .
[أحمد في المسند]
مستقيم ، وما من شيء أكرم على الله من شاب تائب .
يقول الله عز وجل :
[ سورة المؤمنون ]
إن ثناء الله عز وجل لا يعدله ثناء ، إنه شهادة من الله عز وجل ، الله عز وجل في وعده لعبادة المؤمنين بالجنة قال :
[ سورة الأحزاب : الآية 35]
ثم يقول :
[ سورة المؤمنون ]
والنبي عليه الصلاة والسلام ، وهو الذي لا ينطق عن الهوى يقول : (( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ )) .
[البخاري ، الترمذي ، أحمد عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ]
ضبط لسانه ، وضبط طعامه ، أكله من حلال ، وضبط فرجه ، فله الجنة .
حينما يعف الشاب عن محارم الله ، وحينما يحفظ جوارحه ينطبق عليه وعد الله بالجنة .
اسأل عالماً أمضى وقته وحياته في طلب العلم ، وتعليم العلم ، اسأل عابداً تحمل متاعب العبادة ومشاقها ، اسأل مجاهداً في سبيل الله ، اسأل داعية واصلَ سهر الليل بكد النهار ، وهو يحمل كدّ الدعوة ، اسأل هؤلاء جميعاً : لم يصنعون ذلك ؟ إنهم سيجيبونك إجابةً واحدة : نريد الجنة ، ووجه الله عز وجل ، والشاب الذي يعف عن محارم الله ، والشاب الذي يغض بصره عن محارم الله ، والشابة التي تتحجب فلا تؤذي عباد الله ، هؤلاء جميعاً في نص القرآن الكريم ، ونص السنة النبوية الصحيحة لهم الجنة .
إذاً هم استحقوا ثناء الله عز وجل ، ولا ثناء يعدل ثناء الله عز وجل ، واستحقوا وعد الله عز وجل بالجنة ، والنعيم المقيم ، ولا وعد يعدل هذا الوعد العظيم .
من ثمار العفه :الطمأنينة ، وراحة البال ، راحة البال لا يعرفها إلا من فقدها ، فالذي يسير وراء شهوته المحرمة يعاني عذاباً وجحيماً لا يطاق :
[ سورة طه ]
إن الهم الذي يشغل سائر الناس لا يشغل المؤمن ، وإن القلق الذي يعتري سائر الناس لا يعتري المؤمن ، وإن الخوف من المجهول الذي هو ديدن الناس لا يصيب المؤمن :
[ سورة طه : الآية 123]
[ سورة البقرة : الآية 38]
من ثمار العفة والاستقامة وغض البصر وضبط الجوارح لذة الانتصار على النفس ، ولئن كان اللاهون العابثون يجدون لذة في ممارسة الحرام فالشاب العفيف والشابة العفيفة يجدان من لذة الانتصار على الناس أعظم مما يجده أصحاب الشهوات ، أصحاب الشهوات في الوحول ، وأصحاب الطاعات في جنات القربات ، وفرق كبير بين أن تكون في جنة القرب ، وأن تكون في وحل الشهوة .
نفعنا الله وإياكم بما يحب ويرضى