قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة
كتب الله تعالى علينا الصيام كما فرض على الأمم السابقة قبلنا ، لما فيه من الحكم الجليلة ، والفوائد العظيمة ، وإن منها - وهو من أهمها -
أن الصيام الحقيقي يحقق التقوى في النفوس ، ويكون ذلك من عدة وجوه :
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :
فقال : { لعلكم تتقون } ، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى ، لأن أمر الله ، واجتناب نهيه .
فمما اشتمل عليه من التقوى ، أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها ، التي تميل إليها نفسه، متقربا ً بذلك إلى الله ، راجيا ً بتركها ثوابه ، فهذا من التقوى .
ومنها : أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى ، فيترك ماتهوى ، مع قدرته عليه ، لعلمه باطلاع الله عليه
ومنها : أن الصيام يضيق مجاري الشيطان ، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فبا لصيام يضعف نفوذه ، وثقل منه المعاصي ،
ومنها : أن الصائم في الغالب ، تكثر طاعته ، والطاعات من خصال التقوى ،
ومنها : أن الغني إذا ذاق ألم الجوع ، أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدين ، وهذا من خصال التقوى .