يقول الشاعر في الاستعداد للآخرة :
تزود من التقوى فإنك لا تـدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
يا نفس قد ازف الرحيل
واظلك الخطب الجليل
فتأهبى يا نفسى لا يلعب بكى الامد الطويل
فلتنزلن بمنزل ينسى الخليل به الخليل
وليركبنا عليك من الثرى ثقلا تقيل
قرن الفناء بنا جميعا فما بقى العزيز ولا الذليل
يا نفس توبي فان الموت قد حانا ........... واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أمــــــا ترين المنــايا كيف تلقـطنا ........... لقـطـــــاً و تلحـق أخرانـا بأولانا
في كـــــل يوم لنـا ميت نشــيعه ........... نــــرى بمصـرعه آثــــار موتــانـا
يا نفـس مالي وللأمـوال أتركها .......... خلفي وأخـرج مـــــن دنيـاي عريانا
أبعـــد خمســين قـد قضيتها لعباً ........... قــد آن أن تقتصـري قـد آن قد آنا
ما بالنـا نتعامى عـــــن مصــائرنا ........... نـنـسـى بغـفلتنا من ليـس ينسانـا
نزداد حرصـا وهذا الدهر يزجرنا ........... كان زاجـرنا بالحـرص أغرانـا
أيـــــن الملوك وأبنــاء الملوك ومن ........... كانت تخـر له الأذقـان إذعانـا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا ........... مسـتبدلـين من الاوطان اوطانا
خلـــوا مدائـن كان العز مفرشـها ........... واستفرشــوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضاً في ميـادين الهوى مرحاً ........... ورافلا في ثـيـاب الغي نشــوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب .......... يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا