تختلف النظرات فمنهم من ينظر في شي بقصد إظهار عيوبه لا تبحث
عينه حينئذ غير العيوب بل لا تبصر سواها ومنهم من يتأمل
الشئ بقصد المدح فأنه يوجه نضره إلى كل المحاسن التي فيه
مثلا : من يدخل حديقة غناء للبحث عما استتر فيها من العيوب
فلا يصعب عليه أن يجد بين الأزهار العطرة المفتحة الأكمام
ورده لفحتها حرارة الشمس فذبلت ولا يتعذر عليه أن يجد من
شقوق النمل في سيقان الشجيرات كل هذا يجده الباحث
ولا ينكره أحد ولا يستطع منعه إنسان
الواقع ان هذه العيوب مع وجودها لم تمنع دون تأثير رونقها الجذاب
ألا في نظر الذي قصر بحثه عليها فالناس ينتعشون ويبتهجون بمحاسن الحديقة وجمالها
والآخر يتألم ويحزن من مساوئها وعيوبها وليست الحياة ألا على هذا المثال
لذلك تجد الذين ينظرون إلى الدنيا بعين السخط وعدم الرضا في ضيق من أمرهم وحزن على مآلهم
وبذلك تحولت حياتهم إلى شقاء وتحولت صفوها كدر وطعمها الحلو إلى علقم
وعين الرضي عن كل عيب كليلة ******وعين السخط تبدي المساوئ