الملك عبدالله في حديث مع الامير سعود الفيصل في قمة بيروت العربية التي اعتمدت بالاجماع مبادرة السلام العربية التي صاغتها المملكة «الرياض»كتب - المحرر السياسي:
عرف عن الدبلوماسية السعودية الهدوء والثبات والالتزام ، مما اكسبها احترام المجتمع الدولي وتقديره واعجابه .
تلك الدبلوماسية كانت ولازالت تصب في مصلحة الامتين العربية والاسلامية وتعمل من اجل نصرة الحق العربي والاسلامي والدفاع عن قضاياهم في كافة المحافل الدولية وصولا الى تحقيق العدل الشامل والسلام العادل .
الدبلوماسية السعودية تظل محط انظار دول العالم بأسلوبها المميز وبتأثيرها المباشر، ومن تلك الجهود الجلية الدفاع عن الحق العربي في القضية المركزية الاولى قضية فلسطين التي تسعى المملكة دائما وابدا الى الوصول إلى نتائج تعيد الحق العربي، وليس ادل على ذلك الا مبادرة السلام العربية التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العام 2002 في القمة العربية في بيروت والتي ترسخ مبدأ الارض مقابل السلام الذي قامت عليه اسس عملية السلام منذ مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991 والتي جاءت متوازنة في طرحها واقعية في آلياتها.
الدبلوماسية السعودية القائمة على الحق والعدل والمنطق اثارت حفيظة افيغادور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي واظهرت حنقه وضغائنه على المملكة واخرجته عن طوره فصار يتخبط ويدلي بتصاريح لا تصدر عن وزير خارجية من المفترض ان يكون رصينا متزنا موزون الحديث كما عهدنا في وزراء الخارجية .
مواقف الحق والعدل السعودية ازعجت ليبرمان أيما ازعاج ودعته الى اصدار بيان هاجم فيه المملكة وهدد وتوعد فاقدا صوابه ،ونجد له العذر في ذلك لأن من تعود على اغتصاب الحقوق تصيبه كلمات الحق في مقتل. وعودة لتصريحات ليبرمان حيث قرر الخروج في حملة عالمية ضد المملكة متهما اياها بالوقوف "خلف الحملة الدولية لنزع الشرعية عن اسرائيل". ووفقا لصحيفة "معاريف" فإن قرار ليبرمان الذي أبقي لغاية الآن طي الكتمان يتضمن استخدام وسائل ومجموعات ضغط في الولايات المتحدة، واوروبا واماكن اخرى في العالم، وطرح مواضيع حقوق الانسان، ومكانة المرأة وتمويل الارهاب في الكونغرس الاميركي، في البرلمان الاوروبي وفي اماكن اخرى، والقيام بحملة اعلامية، مع عدم استبعاد رفع شكاوى الى المحاكم الدولية.
وقالت "معاريف" ان قرار ليبرمان جاء في أعقاب استنتاج توصلت اليه وزارته ومفاده: "ان السعودية هي المصدر الاساس خلف الحملة الدولية لنزع الشرعية عن اسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في محادثات مغلقة "ان السعوديين يبادرون ويمولون قسما كبيرا جدا من الدعاوى الى المحاكم الدولية، والمداولات العلنية، والمؤتمرات، والتشهير والمضايقات ضد اسرائيل في الولايات المتحدة، واوروبا واماكن اخرى". وحسب خطة ليبرمان يفترض باسرائيل أن تنقل في الايام القريبة القادمة رسالة حادة اللهجة الى الولايات المتحدة تتضمن ايضا معلومات عن دور السعودية في كل النشاطات آنفة الذكر.
واشارت الصحيفة الى وجود معارضة لمثل هذا القرار داخل وزارة الخارجية الاسرائيلية وخارجها، حيث يسود الاعتقاد بأن هذه الخطوة "زائدة، وان فتح جبهة اخرى لن تضيف في هذه اللحظة لاسرائيل أي منفعة". ويقول معارضو الخطة "في الوقت الذي تكون فيه العلاقات مع تركيا في اسفل الدرك، والسلام مع الاردن ومصر مجمد، واوروبا تدير كتفا باردة والازمة مع الولايات المتحدة تتعمق، لا حاجة الى البحث عن جبهات اخرى. لا يدور الحديث هنا عن حرب وجود.. توجد لاسرائيل مشاكل اكثر إلحاحا".