في القرن الماضي زادت مبيعات المجوهرات الماسية العالمية من 24 بليون دولار إلى الضعف حوالي 56 بليون في عام 1995 فقط ووصلت مبيعات المـاس في اليابان وحدها إلى 18 بليون دولار الثالثه في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ولكن ما نحتفل بـه هنا هو شيء آخر فقد تحولت أفريقيا الجنوبية إلى دولـة غير راديكاليه في شهر نيسان 1994 ومباحثات ما بين الحكومة الجديده في ناميبيا وشركة (دي بيرز) العملاقة أدت إلى شراكـه 50/50 ولكن عاصفة التغير بدات تغطي غيومها الإمبرطورية العملاقة بدلا من سنوات الشمس المشرقه على احتكارها واستغلالها لثروات تلك الدول. كذلك كانت التحضيرات الهائله لانطلاق الحملة التسويقية لافتتاح منجم فينتيا في المقاطعة الشمالية من جنوب أفريقيا De Beers' flagship Venetia mine في شهر آب من 1992 حملت في طياتها الكثير من التحفظات والاعتبارات الجديه من قبل شركة (دي بيرز) باعتبار ان المـاس المستخرج من ذلك المنجم وسيباع بعيداً عن نطاق مؤسسة البيع المركزيه CSO التابعة للشركة وقنواتها فسيغرق ويتخم السوق بوفره وفيض من المـاس مما يؤدي إلى تراجع سعر المـاس عالمياً بالإضافة إلى فقدان التحكم بالمخزونات العالمية. ان الهدنـة المؤقتة بين اطراف الحرب الاهلية في أنجولا سببت فوضى الأسعار والمخزونات القادمة من مناجم المـاس في العالم خلال عدة اشهر فقط، مـاساً بمئات الملايين من الدولارات تم تهريبه إلى مراكز القطع العالمية خارجاً من قنوات البيع المركزيـه، في الخمس سنوات القادمـة بقي المـاس الروسي ينزف بعيداً عن قنوات الشفاء المركزيـة التابعة للشركة بشكل متقطع مدفوعا بنزيف وتسريب منتظم من قبل العصابات الروسية إلى الاسواق. استوعبت شركة (دي بيرز) وامتصت جميع إلإنتاج القادم من مناجم العالم الواقعة خارجاً عن سيطرتها ما بين عامي 1992- 1998 وبعيدا من قنوات المؤسسة المركزيـه فخزنت الكثير منه إلى ان وصل حجم راسمال المخزن من مادة الخام المـاسي إلى مليار دولار، مما اجبر الشركة ودفعها إلى فرض حصص إنتاج على جميع مناجمها ومناجم شركائها إلى ان وصل الفرج القريب في عام 1997 عندما أرتفعت مبيعات المـاس الخام إلى ارقام فلكيه ,لكن ما لبث ان تحول الفرج إلى احداث أقتصادية مرعبه في أسواق أسيا مما أوصل الأرقام الفلكية إلى ارقام سحريه دراماتيكيه فتآكلت احلام الشركة بوسائل التعريـه الاسيويه بين ليلة وضحاها. ان ما حرثته الشركة عبر العقود في أرض الزمن الخصبه تحول إلى حطام وما صقلته على مر الزمان تحول إلى مستقبل قاتم يغطيه الظلام فقد هبطت مبيعات الشركة في اليابان من 33% إلى 20% مما اجبر الشركة على الرد السريع والحاسم وبنحو فاصل وقاطع بتخفيض الإنتاج وتخفيض المبيعات بنسبة 28% مما سمح للسوق باستيعاب الفائض وزيادة الطلب على المـاس وهذا انقذ الشركة من ناقوس الموت بعدما تم تحضير اللحن الجنائزي للاحتكار، ان عام 1998 هو نقطة تحول في تاريخ شركة (دي بيرز) فقد بدأت الشركة بتحضير نفسها لمواجهة القرن الحادي والعشرين بخطوات دراماتيكية، فانفصلت أداريا وعمليا عن الشركة الأنجلو- أمريكية والتي تربطهما ستين عاماً من العمل والصداقه، وتم تعيين Nicky Oppenheimer رئيساً للشركة وتـم فصل إدارة المبيعات عن الشركة الأم. لغاية بدايات القرن الثامن عشر كانت مصادر المـاس تاتي من مناطق جولكوندا Golconda بالقرب من حيدرأباد في الهند ووقد أرخ الأيطالي بيلينـي Pliny معلومات قيمة عن كيفية استخراج المـاس من وادي عميق وغير نافذ وكيف كان السكان المحليين يلقون باللحم المحتوي على شحوم ليلتصق بها المـاس ومن ثـم يلتقط النسور ذلك اللحم ويحملونها إلى أعشاشهم بالمناطق المجاورة ليجمع المحليون المـاس بذكاء من النسور، لقد دعـمت مناطق جولكوندا ومناجمها الكثير من العمال في ذلك الوقت ولكن استنفذت جميع المخزونات في القرن السابع عشر. في القرن الثامن عشر اكتشف المـاس في البرازيل في ولاية باهـيا Bahia في مناطـق يطـلق عليها مرتفعات المـاس وتلفظ بالاتينية فأصبحت البرازيل عاصمة المـاس فاستقطبت الكثير من المستثمرين والمغامرين في نفس الوقت التي كانت فيه كاليفورنيـا بامريكا الشمالية تستعر فيها حمـى الذهب الاصفر، في عام 1867 اكتشفت مصادر جديدة في جنوب أفريقيا بتزامن وتطابق زمني وتوافق نوعي ولكن كمياً أكبر بكثير من البرازيل مما جعلها أكبر منتج للمـاس الخشن في العالم دون منازع ,فعندما كانت مصادر الهند والبرازيل الثانوية النهريـة أو بمصبات الأنهار بينما كانت جنوب أفريقيا تستخرج المـاس من المناجم العميقة، ان هذه الاكتشافات بمثابة مسمار جديد في نعش المناجم الهندية.