هل يعيش النصر أزمة مادية خانقة كما تقول الأخبار الصحفية بين فترة وأخرى؟.
سؤال ظل الأكثر طرحا من قبل الرياضيين وجماهير النصر على وجه الخصوص مع كل مناسبة يأتي فيها الحديث عن المهاجم المميز محمد السهلاوي القادم من القادسية بداية الموسم الماضي بصفقة انتقال عدت الأكبر في تاريخ الرياضة السعودية، وأعتقد أن إثارة مثل ذلك وسط صفقات كبيرة تبرمها الإدارة النصراوية بهدوء؛ سواء فيما يتعلق بالجهاز الفني الإيطالي بقيادة زينجا وما يصرف على الفئات السنية والتجهيز المميز لإعدادها يؤكد العكس، ولو كان ذلك صحيحا لما شاهدنا من انتهت علاقتهم بالنادي (الأصفر) يرحلون دون تأخير بعد استلام حقوقهم وإجراء المخالصة النهائية باستثناء من لا تزال أموره معلقة كالكوري الجنوبي لي شن سو، والمصري حسام غالي اللذين هربا قبل نهاية عقديهما ودخلا في قضايا ستستمر طويلا.
وجاء التعاقد مع لاعب الوسط الدولي عبدالرحمن القحطاني لأربعة مواسم مقبلة ليمثل تأكيدا جديدا على أن إدارة النصر لا تزال تسير في طريق العمل المميز الذي بدأ مع الأسابيع الأولى لسنة التكليف الماضية، والتي قادتها للفوز برئاسة النصر لأربع سنوات، وهذه الصفقة على الرغم من مكاسبها الفنية الكبيرة إلا أنها جاءت برأيي مصدر اطمئنان لكل الجماهير النصراوية التي خشيت من عدم قدرة النادي على تثبيت استمرار السهلاوي بحجة الأزمة المالية، وما الاتفاقية التي نقلت القحطاني مقابل 17 مليون ريال إلا خطوة تقود لتوقع خطوات أكثر قوة سواء محليا أو على صعيد ما تبقى من شواغر في عنصر اللاعب الأجنبي.
ثقة جماهير النصر بمن يسيِّر أموره تزداد يوما بعد آخر، ودعم أعضاء الشرف المعنوي في الاجتماع الأخير كان جيدا رغم عدم استفادة الخزينة (الصفراء) من نتائجه؛ ولا شك أن غياب الدعم أمر يظل مزعجا؛ لكن الجو العام في ذلك اللقاء بالأسماء الكبيرة التي تواجدت كان أفضل كثيرا من اجتماعات شرفية سابقة لا هي التي خرجت بدعم مادي، ولا حتى كانت عونا معنويا للرئيس؛ كان يحضرها أشخاص يتحدثون كثيرا؛ لا يدفعون ولا يتركون الآخرين يعملون على طريقة لا خيرهم ولا كفاية شرهم.
رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي هو من أعاد لناديه استقلاليته بعد أن كانت إدارات سابقة تستجدي رؤساء الأندية الأخرى بالتكفل بمرتبات ومكافآت وحفنة ريالات، كما كان يحدث مع رئيس الاتحاد منصور البلوي ورئيس الشباب خالد البلطان، ولم يسبق لهذا الرئيس القادم بقوة أن طالب أعضاء الشرف بالدعم المادي عبر وسائل الإعلام ما يؤكد أنه جاء ليضع بصمة تاريخية مع أحد أكبر الأندية السعودية بإعادته لسابقه فريقا لا تغيب عنه شمس البطولات.