الراوية سعد بن زيد بن شنار، من مواليد منطقة الحريق، ولد في حدود سنة 1345ه، انضم إلى الكتاتيب، وتعلم عند المقرئ محمد بن سعد السليمان، رحمه الله، فتعلم القرآن الكريم تلاوة على يديه، وعاش صباه وشبابه في بلدته، وحبب إليه مجالس الشعر والأدب في الحريق، وأعطاه الله حافظة بطيئة النسيان، مع إقبال وحب وشغف بالأدب الشعبي، فكان يحفظ ما يسمعه من الشعراء والرواة والأخباريين، تشرفت بزيارته أول مرة في عام 1413ه، وكان معظم حديثه عن الشاعر الشهير عبدالله بن تويم رحمه الله تعالى، الذي يعد أشهر شاعر على مستوى المنطقة في الوقت المعاصر.
الراوية سعد بن زيد بن شنار يحفظ نخبة جيدة من شعر ابن تويم رحمه الله، وقصصه، وهو يحفظ بعضاً من قصائد محسن الهزاني، جهوري الصوت، يشارك في احتفالات منطقته أيام الأعياد والمناسبات الوطنية، وهو الذي يبدأ الحوار به أي مقدمة العرضة قبل الشروع في أبيات العرضة.
وهو من الرواة الذين تأنس بسواليفهم وحكايتهم بلهجته الحريقية، وهو سخي بروايته إذا سألته، ولا يمانع من الكتابة عنه والتسجيل عبر آلة التسجيل، وسألته في اللقاء الثاني في عام 1420ه عمن أخذ من الرواة في الحريق، فقال عن الراوية الكبير عبدالرحمن بن مسلم رحمه الله تعالى، وقال إنه راوية غزير المعرفة بالأدب الشعبي، ويحفظ القصائد الطوال والسوالف الكثيرة.
وقد جالس الرواية سعد بن شنار طالب علم يقاله الحميضي كان إماما لمسجد الديوانية بشارع الثميري مستمعاً لقراءة بعض الكتب في التفسير والحديث، فكانت هذه المجالسة سبباً في تزويد ثقافته الدينية. والراوية سعد بن شنار ثقة فيما يروي ويحكي، وليس رجلاً ثرثاراً كما هو حال بعض الرواة الذين يضيفون في الرواية ما ليس فيها، ويتبجحون في المجالس العامة والخاصة.
بقي الراوية سعد بن شنار على سجيته في الرواية فهو رجل تلقائي وليس متعصباً لرأيه وروايته، وإذا ناقشه في الرواية أجابك هكذا سمعت.. والله أعلم.
الراوية سعد بن شنار جالس الشاعر الفحل فهد بن دحيم رحمه الله وأخذ عنه، وقد روى عنه هذه الأبيات في زوجته، وهو في حائل:
عفا الله عن عين عن النوم قد لها
وفجن دنيف كلما غاب امتلا
يزل هو والليل بالوصف كنى
طفل يتيم فاطمينه ولا سلا
لا ضاق صدري سابق الدمع عبرتي
بس أتعبر ودمعتي تهلهلا
على غزال ما بعد شفت مثلها
لا من بنى ادم ولا صيد الفلا
ولا أظن حبها ينجلي بعد مالجى
ياعود سلمى عن محلها تزلزلا
ومن جالسه وأخذ الشاعر الراوية محمد بن نويجد رحمه الله، وبالمناسبة فإن الأبيات السابقة رواية الأستاذ الباحث عبدالعزيز بن مضحي عن الاستاذ أحمد الوشمي، الذي سمعها من ابن شنار. والراوية سعد هو شقيق الشاعر المعروف ناصر بن شنار وابن عمه الشاعر، كذلك سعد بن حمد بن شنار رحمه الله تعالى وكذلك ابن عمه الذي رحل من الحريق، على الكويت واستقر بها وتوفي الشاعر عبدالله بن شنار رحمه الله، وهو صاحب الأبيات التي منها:
يالله المطلوب يا خير والي
ارحم عيون ترجا حبايبها
أن بغيت النوم في الليل ما جالي
سهرت عيوني وهانت مصايبها
وراويتنا سعد بن شنار حفظه الله يعد مرجعا في شعر العرضة، أو الشعر الحربي، وهذا يرجع إلى حبه وتعلقه بهذا الفن منذ أن كان شاباً. وبعد أيها القارئ هذه نبذة عن راويتنا ابن شنار، الذي يبلغ من العمر الآن الخامسة والثمانين عاشها مسالماً لجماعته، ومحبوباً لديهم، وأنيساً لهم في مجالسهم، ونديماً لهم وحسن الكلام وطيب النفس والخلق الكريم، ملتزماً دينه، متمسكاً بتعاليم شريعته، وهو ممن طال عمره، إن شاء الله عز وجل، وحسن عمله.